الرئيس ميقاتي: تفاهم وقف إطلاق النار يشكل الأساس لاستقرار طويل الأمد
الأحد، ١٥ كانون الأول، ٢٠٢٤
أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي "أن التنفيذ الشامل لتفاهم وقف إطلاق النار ووقف الإنتهاكات الإسرائيلية له أمر بالغ الأهمية لحماية سيادة لبنان وسلامة أراضيه، وتسهيل العودة الآمنة للنازحين الى بلداتهم وقراهم، وهذه مسؤولية مباشرة على الدولتين اللتين رعتا هذا التفاهم وهي الولايات المتحدة وفرنسا".
وشدد على "الحاجة الملحة لتأمين استقرار المؤسسات الدستورية في لبنان بدءاً بانتخاب رئيس جديد للجمهورية".
مواقف الرئيس ميقاتي جاءت في المنتدى السياسي السنوي لرئيسة الوزراء الايطالية جورجيا ميلوني والذي عقد مساء أمس في العاصمة الإيطالية روما.
بداية رحبت ميلوني بالرئيس ميقاتي في هذا المنتدى منوّهة بالعلاقات الثنائية والتاريخية التي تربط لبنان وإيطاليا. وحيّت الرئيس ميقاتي على جهوده لحماية وطنه واستقراره.
بداية قدّم الرئيس ميقاتي إحاطة شاملة لتاريخ الأزمات التي مر بها لبنان منذ تأسيسه وصولاً الى حقبة إتفاق الطائف الذي أوقف الحرب اللبنانية.
ثم تناول العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان فقال: إننا على قناعة أن تفاهم وقف إطلاق النار الذي اقترحته وترعاه الولايات المتحدة وفرنسا من شأنه إزالة التوترات على طول جبهة الجنوب ويشكل الأساس لاستقرار مستدام وطويل الأمد. ومن شأن تطبيق هدا التفاهم أن يمهّد الطريق لمسار دبلوماسي تؤيده حكومتنا بالكامل. ويهدف هذا النهج إلى معالجة الإشكالات الأمنية على طول الحدود الجنوبية وانسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي التي تحتلها وحل النزاعات على الخط الأزرق من خلال التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الرقم 1701.
وقال: إن التنفيذ الشامل لهذا القرار ووقف الإنتهاكات الإسرائيلية أمر بالغ الأهمية لحماية سيادة لبنان وسلامة أراضيه، وأن يسهل العودة الآمنة للنازحين الى ديارهم، وهذه مسؤولية مباشرة على الدولتين اللتين رعتا هذا التفاهم وهي الولايات المتحدة وفرنسا.
أضاف: إن إلتزامنا بتطويع أعداد إضافية من عناصر الجيش يتماشى مع مندرجات قرار مجلس الأمن الرقم 1701 ويؤكد إلتزامنا الثابت بالتنفيذ الكامل لهذا القرار وتعزيز قدرات الجيش.
وقال: إن العدوان الإسرائيلي على لبنان، زاد معاناة شعبنا وأدى الى خسائر فادحة في الأرواح، كما ألحق أيضا أضراراً جسيمة بالبنى التحتية والإقتصاد والإستقرار الإجتماعي. وأدى النزوح الجماعي لآلاف اللبنانيين إلى نشوء أزمة إنسانية غير مسبوقة، مما يستدعي اهتماماً ودعماً فوريين من المجتمع الدولي. ووفقاً لتقديرات البنك الدولي، سيحتاج لبنان إلى ما لا يقل عن خمسة مليارات دولار لدعم عملية إعادة الإعمار.
أضاف: إن مواجهة هذه التحديات يحتاج دعماً دولياً يتجاوز المساعدات الإنسانية الفورية، وينبغي أن يتحول التركيز نحو الحلول الشاملة المتوسطة والطويلة الأجل التي تعطي الأولوية لإعادة بناء المجتمعات والبنية التحتية المتهالكة في لبنان. وهناك أيضاً حاجة ملحة لتأمين استقرار المؤسسات الدستورية بدءا بانتخاب رئيس جديد للبلاد.
الملف السوري
وعن الملف السوري قال رئيس الحكومة: قبل أيام قليلة، شهدنا تحولاً كبيراً في سوريا من المتوقع أن يؤدي إلى إعادة رسم المشهد السياسي فيها للسنوات المقبلة.
وما يعنينا بشكل أساسي في هذا الملف هو عودة النازحين السوريين إلى بلادهم. وعلى المجتمع الدولي، وخاصة أوروبا، المساعدة في حل هذه الأزمة من خلال الإنخراط في جهود التعافي المبكر في المناطق الآمنة داخل سوريا، وأن تكون علاقاتنا مع سوريا مرتكزة على مبدأ احترام السيادة وحسن الجوار.
أضاف: إن تداعيات الحرب السورية جعلت من لبنان حاضناً لأكبر عدد من اللاجئين نسبة لعدد سكانه. الضغط كبير جداً على مواردنا، ما يفاقم المشاكل الإقتصادية الحالية ويخلق منافسة شرسة على الوظائف والخدمات. ومن ناحية أخرى، يتعاون لبنان بشكل وثيق مع أوروبا لمنع الهجرة غير الشرعية، ونحن نفخر بمشاركتنا الفاعلة في منتدى روما لمكافحة الهجرة غير الشرعية. كما يتقاسم لبنان وإيطاليا المخاوف ذاتها، وسنواصل العمل معًا لحماية منطقة البحر الأبيض المتوسط.
وتابع: إن منطقة الشرق الأوسط، التي عانت طويلاً من الصراعات وعدم الإستقرار، تشهد مؤشرات واعدة للتحول نحو الإستقرار على المدى الطويل. ولا يمثل هذا التحول بصيص أمل فحسب، بل يوفر أيضًا فرصة مميزة لتلاقي الإرادات لإرساء الإستقرار والإزدهار .
وقال: من أبرز عوامل التحوّل في الشرق الأوسط، إعطاء العديد من الدول العربية وفي مقدمها المملكة العربية السعودية الأولوية لايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، يقوم على مبدأ الدولتين.
وقال: إن العلاقات الثنائية بين لبنان وإيطاليا متجذرة في التاريخ وقائمة على الثقافة المشتركة والإحترام المتبادل، مما يجعلها منارة للتعاون والصداقة في منطقة البحر الأبيض المتوسط. كما تظل إيطاليا واحدة من الشركاء التجاريين المهمين للبنان، حيث تلعب التجارة والإستثمارات الثنائية دوراً مهماً في اقتصاد البلدين.
كما يتعاون بلدانا بشكل وثيق في القضايا الإقليمية والدولية، بما في ذلك جهود حفظ السلام، والمساعدات الإنسانية، ومبادرات مكافحة الإرهاب. وقد أظهر البلدان التزامهما بتعزيز السلام والأمن في المنطقة وتعاونا في منصات متعددة الأطراف لمواجهة التحديات والتهديدات المشتركة. كذلك تعد إيطاليا من الداعمين الرئيسيين لقوات حفظ السلام في جنوب لبنان، كما أن وجودها الفاعل في عداد "اليونيفيل" أمر بالغ الأهمية، وقد برز إصرار إيطاليا والتزامها تجاه "اليونيفيل" خلال الهجوم الإسرائيلي على الكتيبة الإيطالية في الجنوب، وهذا الامر يقدّره لبنان حكومة وشعباً.
تجدر الإشارة الى أن الرئيس ميقاتي هو أول مسؤول لبناني يدعى ليكون ضيف شرف هذا المنتدى السياسي السنوي للسيدة ميلوني.
اجتماع ثنائي
وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عقد محادثات رسمية مع رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني مساء أمس في مقر رئاسة الحكومة الايطالية في روما.
وشارك في الإجتماع عن الجانب الإيطالي المستشار العسكري لميلوني الجنرال فرانكو فديريتشي والمستشار الديبلوماسي السفير فابريسيو سادجيو.
كما شارك عن الجانب اللبناني سفيرة لبنان في إيطاليا ميرا ضاهر، والمستشار زياد ميقاتي.
في خلال الإجتماع تم عرض العلاقات التاريخية بين لبنان وإيطاليا، حيث شكر الرئيس ميقاتي رئيسة وزراء إيطاليا على دعمها المستمر للبنان ولا سيما موقفها الداعم للجهود الرامية لوقف إطلاق النار .كما شكر إيطاليا على دعم الجيش.
وعبّر عن امتنانه للمشاركة الفاعلة لإيطاليا ضمن قوات اليونيفيل، ودعم استمرارها في مهامها.
بدورها شكرت رئيسة حكومة إيطاليا الرئيس ميقاتي على العلاقات التي تربط إيطاليا ولبنان. وشددت على أن إيطاليا يعنيها أمن لبنان وسلامته وأن يكون التفاهم على وقف إطلاق النار مقدمة لاستقرار دائم.